يمكنك الاستماع الى الكتيب
مقدمة
يمكن أنْ يكون الاستثمار وسيلة لزيادة الأرباح وتحقيق الأهداف المالية، ومع ذلك من الضروري اتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة، وتجنب المخاطر، مثل: شراء الأسهم وبيعها بناءً على الشائعات والمعلومات المغلوطة، أو الاكتفاء بمجال استثماري واحد، إذ أنَّ الهدف الذي يجب عليك تحقيقه يكمن في تراكم الأصول وعدم خسارة أي منها في النهاية.
هذا الكتيب يساعدك في التعرف على الاستثمار، وأنسب استراتيجياته، وكيفية قياس أداء السوق المالية خاصة المحافظ الاستثمارية؛ للحصول في النهاية على أنسب العائدات الاستثمارية.
ويناقش هذا الكتيب كذلك المخاطر الاستثمارية والاستراتيجيات، التي يمكنها أنْ تحدَّ من المخاطر وكيفية اتخاذ القرارات الاستثمارية، وتجنب الأخطاء، والاستفادة من الفرص والمزايا التي تؤمنها العملية الاستثمارية ككل.
الباب الأول: نظرة عامة إلى أسس الاستثمار
لماذا نستثمر؟
إذا لم يكن لديك أموال كافية لشراء ما تريده، فإنَّ الاستثمار الجيد يساعدك بمرور الوقت على جمع ما تحتاج إليه من أموال فعلى سبيل المثال يمكنك من خلال الاستثمار:
- تنمية ثروتك.
- توفير الدخل.
- تحقيق أهدافك على المدى القصير والمتوسط مثل: شراء حاسوب جديد أو سيارة جديدة أو نحو ذلك.
- تحقيق أهدافك على المدى الطويل مثل: شراء منزل جديد أو تأمين مستقبلك عند إحالتك للتقاعد.
يمكن أنْ يحميك الاستثمار من التضخم، الذي يعني استمرار ارتفاع أسعار المواد والخدمات،، ومن المعلوم أن التضخم يؤدي إلى ضعف قيمة الريال، مما يعني حاجتك إلى الكثير من المال؛ للمحافظة على نفس مستوى المعيشة.
يعتقد بعض الناس أنه بادِّخار المال بدلاً من استثماره يتفادون المخاطر، ولكن بالرغم من أنْ إيداع الأموال في البنك يجعلها في أمان، إلا أنه لا يُتيح لها أنْ تنمو بما يكفي لتفادي شبح التضخم؛ لذلك فإنَّ قيمة ما تدخره، إذا قسناها من ناحية القوة الشرائية، ستتناقص باستمرار.
ومن ناحية ثانية إذا كانت محفظتك الاستثمارية تعود عليك بأرباح تزيد على 7% (معدل التضخم مثلا)، فسيكون بإمكانك المحافظة على القوة الشرائية لأموالك؛ أما إذا كانت استثماراتك تعود عليك بنسبة ،
%10، فإنَّك ستكون بمنأى عن التضخم وتبدأ في هذه الحالة تكوين ثروتك.
تحقيق الأرباح
على العكس من التضخم فإنَّ زيادة الأرباح تتيح لك استغلال الوقت لمصلحتك، لزيادة قيمة استثماراتك باستمرار، وتتضاعف أموالك عند إعادة استثمار الأرباح التي حققتها، أو عند شراء المزيد من الأسهم بالأموال التي جنيتها من استثماراتك، وعند إضافة أرباحك إلى حساب استثماراتك، فإنَّك تزيد من حجم رأس مالك الأساسي، مما يزيد بالتالي من مقدار هذه الأرباح. في حالة استثمار 20,000 ريال على سبيل المثال في أسهم ذات عوائد بنسبة 9% سنويًا لخمس سنوات، وإعادة استثمار أرباحك سنوياً، فلن تكسب فقط 1800 ريال سنوياً (9% من 20,000 ريال) بل سيكون نمو أموالك الفعلي كالتالي:
الرصيد في بداية السنة الأولى |
20,000 ريال |
---|---|
+ أرباح السنة الأولى |
1,800 ريال |
الرصيد في بداية السنة الثانية |
21,800 ريال |
+ أرباح السنة الثانية |
1,962 ريال |
الرصيد في بداية السنة الثالثة |
23,762 ريال |
+ أرباح السنة الثالثة |
2,139 ريال |
الرصيد في بداية السنة الرابعة |
25,901 ريال |
+ أرباح السنة الرابعة |
2,331 ريال |
الرصيد في بداية السنة الخامسة |
28,232 ريال |
+ أرباح السنة الخامسة |
2,540 ريال |
الرصيد في نهاية السنة الخامسة |
30,772 ريال |
أي أنْ استثمارك المبدئي سيحقق ربحًا بنسبة تقارب 54% من قيمته الأساسية.
مخاطر الاستثمار
لا يوجد استثمار بدون مخاطر، ولكن معرفة هذه المخاطر ومصادرها يمكن أنْ يساعدك في وضع استراتيجية استثمار تحميك من الخسائر بإذن الله.
إنَّ بعض المخاطر التي قد تواجهك كمستثمر هي بسبب عدم الاستقرار السياسي أو تدهور الاقتصاد العالمي، وفي بعض الأحيان يُعاني منها فقط اقتصادُ منطقةٍ أو دولة معينة، وفي حالات أخرى فإنَّ المخاطر قد تكون بسبب تباطؤ صناعة معينة، ويجب عليك توخي الحذر؛ لأن منتجات السوق المالي تنطوي على نسبة مخاطر أعلى من المنتجات الأخرى.
خسارة رأس المال
عند استثمارك في أي شركة يمكن أنْ تربح أو تخسر، ويعتمد ذلك على أداء هذه الشركة، فإذا كان أداؤها جيداً وحققت أرباحاً، فإنَّ استثمارك في هذه الشركة تزيد قيمته وقد تحصل على أرباح، ولكن إذا كان أداء الشركة سيئًا فقد يفقد استثمارك قيمته.
تقلب الأسعار
تقلب الأسعار هو أحد مخاطر الاستثمار، أو مقدار احتمال تغير سعر الأسهم على المدى القصير، وكلما زاد تذبذب السعر زادت المخاطر.
المخاطر والعائد
هناك علاقة مباشرة بين العائد والمخاطر، مما يعني أنه كلما زاد احتمال الخسارة زاد احتمال تحقيق أرباح، وأحد مفاتيح نجاح الاستثمار هو إيجاد طريقة توزان بين المخاطر والأرباح في محفظتك الاستثمارية.
التنويع: استراتيجية لتخفيف المخاطر
بما أنَّ مستوى المخاطر يختلف باختلاف الاستثمارات، فإنَّ أفضل طريقة لحماية نفسك من هذه المخاطر هي تنويع استثماراتك، بتوزيعها على فئات مختلفة من المنتجات الاستثمارية مثل: الأسهم، والصكوك، والعقارات.
كذلك ينبغي توزيع الاستثمارات على شركات مختلفة من كل فئة، والهدف من ذلك هو التخفيف من المخاطر وحماية نفسك في حالة انهيار السوق.
معرفة مدى تحملك للمخاطر
لدى بعض المستثمرين الاستعداد لتحمل المخاطر أكثر من الآخرين، ويتأثر مدى تحملك للمخاطر بشكل عام بعدة عوامل مثل السن ووضعك المالي ووضعك الوظيفي أو حتى شخصيتك.
فعلى سبيل المثال: بعض المستثمرين يتحملون الكثير من المخاطر ولديهم القدرة على التعامل مع الخسائر في استثماراتهم، فيكون لديهم الاستعداد للاستثمار في الشركات ذات المخاطر العالية، حيث يمكن أنْ تكون فرصة لأرباح عالية. أما المستثمرون المتحفظون فيميلون إلى الاستثمارات التي لا تنطوي على مخاطر، ولكن مردودها أقل من تلك الاستثمارات التي تنطوي على مخاطر عالية.
وربما يتغير تحمل المخاطر بتغير أهدافك المالية أو عند تحقيق أهداف معينة مستقبلاً، على سبيل المثال، قد ترغب في التحول إلى استثمارات أقل خطرًا بعد عدة سنوات من تحقيق أهداف معينة، في هذه الحالة إذا حصل أي انهيار مفاجيء للسوق في الوقت الذي تكون فيه بحاجة إلى المال، فإنَّك لن تجد نفسك قد حققت أقل مما خططت له.
االباب الثاني: التخطيط المالي
لإدارة أموالك بشكل فعال، يجب أنْ يكون لديك خطة مالية، وهي بيان مكتوب يوضِّح أهدافك الاستثمارية والاستراتيجيات اللازمة لتحقيقها، وتتضمن هذه الخطة ما يلي :
- ملخص أصولك القائمة .
- قائمة بالأهداف المالية الأساسية والإطار الزمني لتحقيقها.
- تقييم التكلفة المتوقعة لتحقيق هذه الأهداف.
- قائمة بأنواع الاستثمارات التي تحتاجها لتحقيق هذه الأهداف.
- جدول تنفيذ هذه الاستثمارات.
علماً أنَّ التخطيط المالي هو عملية مستمرة، إذ يجب تقييم مدى تقدمك في تحقيق الأهداف وتحديث قائمة الأهداف أو برنامجك بانتظام، وتعديل الاستراتيجيات بحسب المتغيرات الحاصلة في وضعك المالي.
تحديد الأهداف
قد يكون لديك عدة أهداف مختلفة، يمكن أنْ تكون مباشرة وبسيطة على المدى القصير أو المدى الطويل، وأفضل طريقة لتحديد أهدافك هي رسمها بحسب الوقت المطلوب تحقيقها خلاله.
الأهداف على المدى القصير
هي تلك الأهداف التي تأمل في تحقيقها خلال السنة القادمة أو السنتين القادمتين، وللاستثمار من أجل تحقيق هذه الأهداف، عليك أنْ تحافظ على أمن وسيولة أموالك، بحيث تكون جاهزة ومتوافرة عند حاجتك إليها، ويجب عليك عدم المخاطرة بالأموال المخصصة لتحقيق أهداف على المدى القصير في استثمارات غير مضمونة العواقب.
الأهداف على المدى المتوسط
وهي تلك الأهداف التي تتوقع تحقيقها خلال عشر سنوات، وقد تشمل هذه الأهداف شراء منزل أو ممارسة عمل تجاري أو تسديد مصاريف التعليم. ويمكنك تحمل بعض المخاطر عند استثمارك لتحقيق أهداف على المدى المتوسط، إذا كان سيتم تحقيقها على مدى عدة سنوات، ولكن نظرًا لضيق الوقت فإنَّك قد ترغب في بيع الاستثمارات العالية المخاطر وإيداع الأموال في حساب أكثر أمنًا.
الأهداف على المدى الطويل
وهي الأهداف المستقبلية التي سيتم تحقيقها على مدى يزيد عن عشر سنوات، وبالنسبة إلى معظم الناس، فإنَّ الهدف الأساسي الطويل الأجل من هذه الاستثمارات هو تأمين متطلبات الحياة بعد الوصول إلى سن التقاعد، ويقع ضمن هذه الفئة أيضًا ضمان مستقبل أبنائك أو الرغبة في ممارسة عمل تجاري، وبما أنك تستثمر من أجل النمو، فبإمكانك تحمل المزيد من مخاطر الاستثمار من أجل تحقيق أهدافك على المدى الطويل.
طلب المشورة
يسعى الكثير من الأشخاص إلى مشورة مهنية عند تنفيذ أو وضع أي خطة مالية، وأحد مزايا العمل مع جهة مهنية متخصصة هو أنها تعطيك حافزًا إضافيًا لبدء الاستثمار والتركيز على خطتك، ويمكنك الاستعانة بأصدقائك أو أفراد أسرتك الذين لديهم خبرة في هذا المجال لإحالتك إلى الجهات المهنية المتخصصة في التخطيط المالي التي يتعاملون معها, كذلك يمكنك بحث احتياجاتك من التخطيط مع الأشخاص المرخص لهم لتقديم خدمات المشورة.
الباب الثالث: كيف تبدأ الاستثمار؟
المال المطلوب استثماره
لكي تستثمر في الأسهم فإنَّك تحتاج إلى مبلغ مبدئي لشراء تلك الأسهم، ويطلق على هذا المبلغ رأس مالك الأساسي. فعلى سبيل المثال، لشراء 100 سهم بسعر 35 ريالا للسهم الواحد، فإنَّك تحتاج إلى 3,500 ريال, بالإضافة إلى مبلغ كاف لدفع أتعاب الجهة أو الشخص الذي يملك ترخيصًا لإدارة أموالك
المدخرات
إذا كان لديك مدخرات عبر السنين، فإنَّه قد يكون بإمكانك بدء الاستثمار فورًا.
وإذا لم يكن لديك حساب ادِّخار توفر فيه الأموال اللازمة للاستثمار، فأول شيء يجب عليك فعله هو فتح حساب ادِّخار, ولا تحتاج إلى مبلغ كبير لفتح هذا الحساب، ولكن عليك إيداع المال فيه بانتظام لتكوين رصيد, وإذا ما قمتَ بإيداع نسبة لا تقل عن 10% باستمرار وربما 15% من قيمة كل شيك تحصل عليه في حسابك، فسيمكنك خلال فترة قصيرة تكوين رأس المال الأساسي اللازم لبدء الاستثمار.
كما يجب عليك توفير معظم الدخل غير المتوقع مثل: المكافآت أو المنح التي تحصل عليها، بل يمكنك أنْ تطلب من عائلتك إيداع المبالغ التي ينوون منحك إياها في حسابك الخاص بالاستثمار حتى لا تنفقها.
وإذا ما وجدت صعوبة في توفير أكبر قدر ممكن من الأموال التي ترغب في توفيرها، فبإمكانك تخفيض مصاريفك وإيداع المبالغ التي توفرها في حسابك. تذكر أنه عليك دائمًا الاحتفاظ بدخل ثلاثة إلى ستة شهور في البنك للحالات الطارئة وتغطية أية مصاريف غير متوقعة، ويفضل عدم استثمار هذا المبلغ من المال حتى يبقى للحالات الطارئة.
مخاطر الاقتراض
قد ترغب في اقتراض أموال من عائلتك أو استخدام المبالغ التي وفرتها لتغطية المصاريف الضرورية في زيادة المبلغ الذي ستستثمره، ولكن هذا الأسلوب محفوف بالمخاطر، فإذا ما خسرتَ أموالك، فإنَّك قد تجد صعوبة في تسديد المبالغ التي اقترضتها، بالإضافة إلى ذلك لنْ يتوفر لديك المال الكافي لاستثماره، ولنْ تكون في وضع يسمح لك بتكوين ثروة.
ما المبلغ المطلوب استثماره ؟
عند بدء الاستثمار ؛ عليك تحديد نسبة من رأس مالك الأساسي تخصصها لكل نوع من أنواع الاستثمارات المختلفة، واضعًا نصبَ عينيك النمو والأمان لرأس مالك. حيث يساعدك النمو على تحقيق أهدافك الاستثمارية، ويؤمن لك الأمان والسلامة في حالة انهيار السوق.
ومن المهم أنْ تتذكر دائماً أنَّ الاستثمارات ذات النسبة العالية من النمو هي نفسها التي تنطوي على نسبة عالية من مخاطر الخسارة؛ لأنَّ قيمتها يمكن أنْ تتغير بسرعة، فعلى سبيل المثال، إنَّ أسهم الشركات الصغيرة والجديدة هي من ضمن الاستثمارات الأكثر نموًا والأكثر عرضة لمخاطر الخسارة.
وبالرغم من أنَّ على كل شخص تحديد المبلغ الذي ينوي استثماره في بدائل حادة التقلب، إلا أنه عليك أخذ التوجيهات التالية في الاعتبار:
- عدم استثمار أكثر من 10% من إجمالي أصولك في الاستثمارات العالية المخاطر.
- المبلغ الوحيد الذي عليك استثماره في استثمارات عالية المخاطر هو المبلغ الذي يمكن أنْ يكون لديك الاستعداد لخسارته.
- إذا كنت لا تريد تحمل أية مخاطر استثمار إطلاقًا، فإنَّه قد لا يتكون لديك مبلغ كاف لتحقيق أهدافك المستقبلية.
الباب الرابع: الاستثمار في الأسهم
يتم تداول جميع الأسهم في المملكة العربية السعودية من خلال السوق المالية، فإذا رغبتَ في شراء أو بيع أي أسهم فعليك أولاً فتح حساب لبناء محفظة استثمارية من خلال أشخاص مرخص لهم من هيئة السوق المالية.
طريقة شراء وبيع الأسهم
هناك عدة طرق لشراء أو بيع الأسهم، منها:
- إذا تقدمت بطلب شراء أو بيع أسهم بأمر سوقي Marker Order فسينفذه الشخص المرخص له بالسعر الحالي للسوق، وقد يتغير السعر قبل تنفيذ الطلب، وفي هذه الحالة، قد تحصل على سعر يختلف عمَّا كنت تتوقعه.
- أمر مقيد أو أمر تداول محدد السعر Limit Order عند وصول السهم إلى سعر محدد يصبح الأمر قابلاً للتنفيذ، ونتيجة لذلك إذا ارتفع سعر السهم أو انخفض قبل إتمام (البيع/الشراء)، فقد لايتم تنفيذ أمرك.
العمل مع شخص مرخص له من قبل هيئة السوق المالية:
عندما يكون لديك الاستعداد لبدء الاستثمار، فعليك العمل مع شخص مرخص له لمساعدتك على شراء الأوراق المالية اللازمة لمحفظتك، ويمكن الاطلاع على قائمة الأشخاص المرخص لهم في موقع هيئة السوق المالية ضمن الرابط الخاص بالأشخاص المرخص لهم.
بموجب النظام، يجب أنْ يكون الشخص المرخص له حاصلًا على ترخيص نافذ المفعول، وأنْ يلتزم بالتعليمات الصادرة من الهيئة التي تنص على قواعد المسؤولية عن التداول وتحصيل الرسوم والعمولات المناسبة وتوفير المعلومات عن الاستثمارات.
ويجب أنْ يكون باستطاعة الشخص المرخص له الذي تتعامل معه مساعدتك من خلال موظف مؤهل متخصص للإجابة عن أي أسئلة تدور في ذهنك، ومن الأسئلة التي يجب عليك طرحها على الشخص المرخص له الذي تفكر بالتعامل معه:
- ما مدة خبرتك في العمل مع مستثمرين مثلي؟
- ما الاستثمارات التي توصي بها شخصا مبتدئا مثلي؟
- ما المبلغ الذي أحتاج إليه لبدء تداول الأوراق المالية؟
- ما الطريقة التي ستتبعها لإطلاعي باستمرار على حالة استثماراتي؟
- ما طريقة الدفع لك مقابل خدماتك؟
ما معنى تملك أسهم؟
عند شرائك أسهماً في شركةٍ ما, فإنَّك تشترك برأس مال، أو ملكية جزء بسيط من هذه الشركة وتملك حصصًا في أسهمها, ويمنحك ذلك الحقوق التالية:
- حق المشاركة في اتخاذ القرارات الأساسية للشركة.
- الحق في أرباح الأسهم التي تملكها أو في بعض أرباح الشركة إذا ما قرر مجلس الإدارة توزيع أرباح.
- الحق في بيع أسهمك متى شئت.
تعقد كل شركة اجتماعًا سنويًا يصوِّت فيه المساهمون على بعض القرارات الخاصة فيها، على سبيل المثال: قد يقرر المساهمون الموافقة أو عدم الموافقة على إصدار أسهم إضافية أو ترشيح شخص لمجلس الادارة، وفي هذه الحالة فإنَّ عدد أصواتك يعتمد على عدد الأسهم التي تمتلكها في الشركة.
ويمكنك حضور الاجتماع والتصويت شخصيًا أو توكيل شخص آخر للتصويت نيابة عنك، وذلك باتباع التعليمات التي ترسلها الشركة مع الإعلان عن الاجتماع.
قيمة الأسهم
تصدر الشركة أول دفعة لها من الأسهم من خلال الطرح العام الأولي (IPO) بسعر محدد، ويُعد المبلغ الذي يتم جمعه من هذه العملية ملكًا للشركة، بعد ذلك يشتري ويبيع المستثمرون الأسهم في السوق المالية، ويتذبذب سعر هذه الأسهم صعودًا وهبوطًا تبعًا لمدى استعداد الناس الدفع لتملكها, وهناك عدة عوامل تؤثر في قيمة السهم الذي يقاس بسعرها, ومن ضمن هذه العوامل مقدار أرباح الشركة, وأداء إدارتها, ونوع المنافسة التي تواجهها, والظروف العامة للسوق.
كيف يمكنك تحقيق أرباح؟
يمكن أنْ تكون الأسهم استثمارًا جيدًا إذا قمتَ بشراء:
- أسهم دخل وهي التي توزع بانتظام جزءًا من أرباحها.
- أو أسهم نمو يمكن أنْ ترتفع قيمتها في السوق بمرور الوقت تبعًا لنمو الشركة، وعادة يتم استثمار أرباحها بدلاً من توزيعها. ويمكن أنْ تجمع بعض الأسهم من كلتا الفئتين.
كيف يمكن أنْ تخسر؟
يمكن أن تخسر استثمارك في الأسهم:
- إذا فقــدت الأســهم قيمتهــا خاصــة علــى المــدى القصيــر.
- إذا كان عدد البائعين أكثر من عدد المشترين في السوق الثانوي.
- إذا توقفت الشركة التي تملك أسهمًا فيها عن توزيع الأرباح.
العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار الأسهم
على الرغم من أنَّه لا يمكن التنبؤ بأداء أي أسهم مستقبلاً، إلا أن إجراء بحث عن الشركة يعطيك فكرة عن الأسهم الجيدة التي يمكن الاستثمار فيها. ويمكنك الحصول على معلومات عن أي شركة مُدرجة في السوق من خلال الاطلاع على موقع شركة السوق المالية اتداولب ومراجعة قائمة الشركات، كذلك يمكنك زيارة الموقع الإلكتروني للشركة وقراءة الصحف والنشرات المالية الأخرى، ويمكنك مراجعة التقارير الصادرة عن الشركة المتاحة على المواقع المالية الرسمية.
وهناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار عند القيام بالبحث عن أي شركة منها:
عائد السهم: يعني مصطلح (العائد): أرباح الشركة بعد استقطاع المصاريف، ومن الصعب إجراء مقارنة بين شركتين مختلفتي الحجم من ناحية الأرباح فقط, إلا أنَّه يمكنك استخدام عائد السهم كمؤشر في اتخاذ قرارك الاستثماري, ويتم حساب عائد السهم بتقسيم صافي أرباح الشركة على عدد الأسهم المُصدَّرة أو المتداولة، وتوضح لك النتيجة ربح السهم الواحد.
السعر الحالي للسهم: يُعد السعر الحالي للسهم مهماً للغاية؛ لأنك غير مستعد لشراء أسهم عندما تكون أسعارها مرتفعة جدًا أو شراء أسهم لا يتوافر لديك المال الكافي لشرائها، وإذا ما وجدت من خلال البحث الذي أجريته أن شركة ما مناسبة للاستثمار فيها، فيمكنك تحديد المبلغ الذي لديك استعداد لاستثماره في هذه الشركة.
وإذا كانت الأسهم مرتفعة القيمة فيمكن الانتظار حتى يهبط السعر إلى المبلغ الذي تستطيع دفعه.
مكرر الربح P/E: إنَّ معيار السعر للعائد (مكرر الربح) هو أحد أهم المعايير المستخدمة لقياس مدى (ارتفاع / انخفاض) سعر سهم أي شركة في السوق بحيث يكون دافعًا للناس نحو الاستثمار فيها على أمل تحقيق أرباح. ولحساب نسبة السعر إلى العائد يتم تقسيم السعر السوقي للسهم على عائد أسهمها.
على سبيل المثال ، إذا كان سعر السهم (55 ريالًا) والعائد ريالين للسهم فإنَّ حساب مكرر ربح السهم يكون كالتالي:
أي أنَّ الشركة إذا استمرت في تحقيق عائد قدره ريالان للسهم فإنَّ مالك السهم يلزمه 27.5 سنة للحصول على رأس ماله المستثمر.
لذلك فإنَّ استخدام مكرر الربح كمؤشر أفضل من استخدام سعر السهم فقط لاتخاذ قراراتك الاستثمارية فعلى سبيل المثال يعتبر سهم بسعر (100 ريال) بمكرر
ربح (10) أفضل من سهم بسعر (10 ريال)
بمكرر ربح (20) مضاعف لأن العائد على السهم الأول أكبر من العائد على السهم الثاني وإن كانت قيمته أقل. بالطبع هناك عوامل أخرى كثيرة تدخل في مكرر الربح منها مستقبل الشركة وعمرها الزمني, حيث تجد شركات بمكررات ربح مرتفعة وغير مغرية, ولكن هذا ناتج عن أن تلك الشركات في بدايتها ولم تحقق الأرباح التي تنعكس على مكرر الربح بشكل إيجابي, وغيرها من العوامل الأخرى التي تحدد من خلالها قرارك الاستثماري.
مؤشر) بيتا) والتقلب الحاد في السعر:
يمكنْ أحيانًا الحكم على مدى تذبذب سعر الأسهم من معامل القياس (بيتا)، الذي يقارن تذبذب سعر أي أسهم بمرور الوقت بتذبذب سعر السوق بشكل عام والذي مؤشره هو (1)، وفي حالة تذبذب سعر أي أسهم أكثر
من معدل السوق بشكل عام، يكون مؤشر بيتا له أكثر من (1)، وإذا كان السعر أكثر ثباتًا من المتوسط فإنَّ معامل بيتا يكون أقل من (1) أما إذا كان مؤشر بيتا سالبًا فإنَّ السهم يتحرك في الاتجاه المعاكس لمؤشر السوق . بمعنى أدق فإنَّ معامل بيتا هو مقياس لدرجة حركة سعر السهم مع حركة السوق الكلية، والمقياس هو رقم (1) إن كان موجبًا أو سالبًا لذلك، فإنَّ الأسهم ذات (بيتا 1,8) تكون أكثر تذبذبًا من الأسهم ذات (بيتا 0,5).
بيتاBETA
إذا كان مؤشر بيتا لأي سهم مرتفعا أو حاد التقلب، فإنَّ سعره قد يتذبذب بشكل حاد على المدى القصير, مما يعني أنه بامكانك تحقيق أرباح كبيرة بسرعة نسبيًا، ولكنه يعني أيضاً أنه يمكن أنْ تخسر بعض المال إذا ما بعت بسعر منخفض, لذلك فإنَّ نمو السهم ذي مؤشر بيتا المنخفض قد لا يكفي لمساعدتك على تحقيق أهدافك.
دورك في بناء محفظتك الاستثمارية:
بناء محفظة استثمارية متكاملة إحدى أهم الطرق للحد من المخاطر, فعند تقييم أي سهم عليك الاستفسار عن مدى توافقه مع بقية استثماراتك, وإذا كان لديك عدة أسهم في استثمارات متشابهة، فإنَّك قد ترغب في البحث عن أسهم شركة تمارس عملاً مختلفًا عن بقية استثماراتك.
الباب الخامس: صناديق الاستثمار في الأسهم
أحيانًا يكون من الصعب تحديد الأسهم المناسبة لمحفظتك الاستثمارية، إضافة إلى أن تجميع رأس المال الأساسي اللازم لشراء عدة أسهم مختلفة قد يستغرق وقتًا طويلًا، علمًا بأن الاستثمار في الصناديق الاستثمارية هو أحد البدائل الجذابة التي تغنيك عن ذلك، حيث يقوم مدير محترف بإدارة كل منها وهو يحدد الأسهم التي يشتريها الصندوق ووقت بيعها، وبدلاً من تملك أسهم دفعة واحدة، بإمكانك أنت والمستثمرون الآخرين تملك أسهم من خلال صندوق الاستثمار الذي يقوم بتجميع المال واستخدامه في الاستثمار في عدة شركات من قطاعات مختلفة، وتكون النتيجة محفظة أسهم ضخمة ومتنوعة، ويقوم كل مستثمر في صناديق الاستثمار بدفع قيمة استثماره بعدد الوحدات التي يشتريها في الصندوق مضروبًا بسعر وحدة الصندوق.
وعندما يكون أداء الصندوق إيجابيًا فإنَّ ذلك سينعكس على سعر الوحدة, فإذا كان اشتراكك في صندوق الأسهم بسعر وحدة قيمته 10 ريال, فإنَّ أداء الصندوق سيؤثر في هذا السعر إما بالزيادة أو النقصان.
على سبيل المثال؛ لو تم استثمار مبلغ 1,000 ريال في صندوق استثماري بسعر وحدة قيمته 10 ريالات فسيكون لديك 100 وحدة. وعندما يرتفع سعر الوحدة إلى 11 ريالًا فهذا يعني أنك حققت ريالاً إضافيا عن كل وحدة لديك :
100 وحدة × ريال إضافي = 100 ريال إضافية.
الهدف والأسلوب
لكل صندوق استثمار هدف محدد يسعى إلى تحقيقه, قد يستثمر أحد الصناديق بغرض النمو, بينما يستثمر الصندوق الآخر للمحافظة على رأس المال, وبعض الصناديق متخصصة للغاية, وتستثمر فقط في بعض القطاعات الاقتصادية مثل: الطاقة أو الاتصالات أو العقار، أو في شركات ومؤسسات ذات قيمة سوقية معينة مثل: أصغر الشركات في سوق معين.
يشير أسلوب الاستثمار إلى الاستراتيجية أو الطريقة التي يستخدمها مدير الصندوق في اختيار الاستثمارات, فبعض مديري الصناديق يركزون على احتمال النمو ويشترون أسهماً يتوقعون ارتفاع قيمتها بشكل كبير حتى لو كان سعر السهم مرتفعاً وبمكرر ربح عالٍ, بينما يركز آخرون من مديري الصناديق على القيمة ويختارون أسهماً منخفضة السعر بغض النظر عن توقعات النمو.
مستندات طرح صندوق الاستثمار
لدراسة أي صندوق استثمار، يمكنك الاطلاع على مستندات طرح الصندوق التي تعد وثائق رسمية تتضمن معلومات محددة عن الصندوق، ويجب أن تتضمن مستندات الطرح ما يلي:
- معلومات عن الأداء السابق للصندوق.
- مقارنة أدائه بمؤشر القياس (مؤشر استثمارات مشابهة).
- هدف الصندوق وأسلوبه المتبع في الاستثمار.
- مستوى المخاطر التي تواجه الصندوق.
- رسوم الصندوق، ونسبة المصاريف، ومصاريف البيع، في حال وجودها.
- تعريف بمدير الصندوق.
- قائمة بالمساهمات الأساسية للصندوق.
- الحد الأدنى للمبلغ المطلوب استثماره.
- أيام التعامل، وأيام التقييم، وأيام الاسترداد والاشتراك بقراءة نشرة الإصدار يمكنك أخذ فكرة عما إذا كان هدف وأسلوب الصندوق سيساعدانك على تحقيق أهدافك، وإذا كانت المخاطر التي تنطوي عليها استثماراتك فيه مقبولة أو غير مقبولة بالنسبة إليك، وكذلك معرفة تكلفة شراء وتملك الصندوق.
رسوم الصندوق ونسبة المصاريف
عند تملك أسهم في أي صندوق استثمار, فإنَّك تدفع رسوماً سنوية تسمى رسومًا إدارية, كما أن بعضها يشمل رسوم اشتراك, بالإضافة إلى نسبة من مصاريف التداول.
وتختلف نسبة الرسوم والمصاريف التي يتم استقطاعها قبل إيداع الأرباح في حسابك من صندوق لآخر.
إن نسبة مصاريف الصناديق هي النسبة التي تدفعها من حسابك مقابل الرسوم الإدارية ورسوم الاستثمار.
ومصاريف التداول هي المبالغ التي يدفعها الصندوق لمؤسسة أو شركة وساطة لشراء وبيع أسهم. وكلما ارتفعت نسبة هذه المصاريف ومصاريف التداول انخفضت أرباحك السنوية.
مقارنة بين التملك المباشر للأسهم والمساهمة في صندوق استثمار
خلاصة القول، إذا كنت حديث العهد بالاستثمار, فسيكون من المناسب لك أكثر شراء أسهم في صندوق استثمار, لأن دراستها أسهل من شراء أسهم في الشركات التي تعتمد عملية تحليلها على معلومات كثيرة، علاوة على أن هدف صناديق الاستثمار واضح، مما يتيح لك اختيار الصناديق التي تتفق مع إستراتجيتك الاستثمارية وييسر لك الوصول إلى محفظة أكبر وأكثر تنوعا.
الباب السادس: بناء محفظتك الاستثمارية
عند شرائك أسهمًا تصبح جزءًا من محفظتك التي تضم جميع استثماراتك، سواءً أكانتْ على شكل سيولة نقدية أم عقارات أم صكوك أم أسهم. إنَّ هدفكَ هو بناء محفظة تساعدك على تغطية احتياجاتك المادية الحالية، وتحقيق أهدافك المالية على المدى الطويل.
الإستراتيجيات
عند بدء بناء محفظتك فإنَّك تحتاج إلى خطة أو إستراتيجية لتوجيه القرارات التي تتخذها، وبدون هذه الخطة فإنَّك ستشتري وتبيع أسهما بصورة عشوائية مما يعيق تحقيق أهدافك المالية.
قم بالشراء: إذا كنت تستثمر بغرض تحقيق أهداف على المدى الطويل، فإنَّ ذلك قد يحتاج إلى بناء محفظة قوية ومتوازنة تحتفظ بها في خِضّم تقلبات السوق هبوطًا وارتفاعًا، ومنْ المتوقع أنْ تزيد قيمتها على المدى الطويل بالرغم منْ بعض الخسائر على المدى القصير في حالة هبوط الأسعار في السوق، إذا كنت تشتري وتبيع باستمرار، فلن تتمكن من النمو على المدى الطويل, هذا بالإضافة إلى دفع رسوم كبيرة للأشخاص المرخص لهم, ولا يعني ذلك بالطبع التمسك بأسهم معينة او صندوق استثمار معين إذا كان ذلك يدر عليك أرباحاً محدودة مقارنة بالاستثمارات الأخرى, ولا تخش أنْ تشتري استثمارات جديدة بالأرباح التي جنيتها.
توزيع الأصول: توزيع الأصول يعني توزيع محفظتك الاستثمارية على أنواع مختلفة من الاستثمارات التي تدعى فئات الأصول مثل: الأسهم والنقد والعقارات, و بعض فئات الأصول يمكن أنْ تنمو بالرغم من حدة تقلبها، بينما بعض هذه الفئات مثل النقد, تُعد أكثر استقرارًا بالرغم من بطء نموها, بالإضافة إلى ذلك هناك فئات مختلفة يكون أداؤها أفضل في أوقات مختلفة, ويعتمد ذلك على التطورات الاقتصادية, ويمكنك من خلال تخطيط المبلغ الذي تنوي استثماره في كل فئة تحقيق النمو والاستقرار المطلوب والاستفادة من مختلف دورات السوق, وقد يكون التوزيع الذي تختاره مغامرًا جريئًا أو معتدلًا أو متحفظًا، وتكون المحفظة الجريئة عادةً مثقلة بالأسهم بينما المحفظة المتحفظة تشتمل على نقد وصكوك أكثر.
التنويع Diversification
يُعد تملك استثمارات مختلفة من ضمن كل فئة أصول بالغ الأهمية؛ لتحقيق محفظة قوية ومتوازنة فعلى سبيل المثال : افترض أنك تستثمر جميع أموالك في سهم أو سهمين، أو في أسهم متشابهة لأن الشركات التي أصدرت الأسهم تمارس العمل نفسه، في هذه الحالة سيعتمد نمو وأمن محفظتك تمامًا على أداء بعض الشركات أو تلك الشركات ذات العمل المتشابه، فإذا ما حققت هذه الاستثمارات أي خسائر فقد تخسر مبلغًا كبيرًا من المال.
ولكنْ إذا ما استثمرتَ في أنواعٍ مختلفة من الأسهم, فستكون في وضع أفضل لحماية محفظتك, والاستفادة من قوة مجالات اقتصادية مختلفة، فعلى سبيل المثال: يمكنك الاستثمار في شركات كبيرة وصغيرة تعمل في قطاعات اقتصادية مختلفة، أو في بعض الأسهم المحتمل نموها وغيرها من الأسهم المُدَّرة للدخل والأرباح.
قياس أداء المحفظة
يجدُر بك حتى بعد بناء محفظة مناسبة لك، أنْ تكون حذرًا عند استثمار أموالك، فعليك أنْ تتأكد من أداء استثماراتك وأنها تعمل كما تتوقع منها بشكل معقول، و أن تكون جاهزًا لإجراء تعديلات على محفظتك لتحقيق الأهداف المرجوة منها، على سبيل المثال، قد تقرر بيع أسهم تبين أنها تنطوي على مخاطر أكثر مما توقعت، وخاصةً إذا ما تعاظمت المخاطر التي تنطوي عليها محفظتك، ومن الأفضل مراجعة محفظتك مرة في السنة لتقييم كل استثمار من استثماراتك وإجراء أي تعديلات على توزيع أصولك.
إجمالي العوائد
عند تقييم أداء أي سهم أو صندوق استثمار، فإنَّ أول خطوة هي حساب إجمالي عوائد هذا السهم أو الصندوق, بحيث يأخذ هذا الحساب بالاعتبار أي ربح أو خسارة في قيمة الأسهم, بالإضافة إلى أي أرباح حصلت عليها.
إذا كنت تمتلك استثمارات مختلفة، فقد تجد صعوبة في تقييم ومقارنة أداء بعضها مع بعض، ولتقييم أداء هذه الاستثمارات يمكنك حساب نسبة ربح كل منها وذلك بتقسيم إجمالي العائد على التكلفة المبدئية للاستثمار، على سبيل المثال، في حالة استثمارك مبلغ 3,700 ريال في أسهم بلغ إجمالي عائدها 750 ريالًا فإنَّ نسبة ربحك ستكون 20%، وفي حالة استثمار مبلغ 70,000 ريال في أسهم إجمالي عائدها 8,500 ريال، فإنَّ نسبة ربحك ستكون 12% فقط. لذلك في هذه الحالة فإنَّ الاستثمار البسيط قد يكون أفضل أداء.
استخدام مؤشرات القياس Benchmarks
بالإضافة إلى حساب العائد لتقييم استثماراتك، يمكنك أيضاً تقييم أداء استثماراتك من خلال مقارنتها بأداء السوق بشكل عام مستخدما مؤشر أو معيار قياس.
ومؤشر القياس هو عادة مؤشر يستخدم لمتابعة أداء مجموعة من الأسهم في أي سوق أو قطاع بغرض قياس أداء السوق أو القطاع بشكل عام .
و بمقارنة نتائجك بأي مؤشر فإنَّ ذلك يعطيك فكرة عن أداء محفظتك.
على سبيل المثال، إذا خسرت أسهم محفظة 5% في السنة الماضية بالرغم من تحقيق أسهم المؤشر السعودي (TASI) أرباحا بنسبة 15%، فعليك في هذه الحالة إعادة تقييم كل استثمار من استثماراتك لفهم نتائجك المخيبة للآمال، ولكن عليك التأكد من أنّ المؤشر الذي تستخدمه يتابع استثمارات مماثلة لاستثماراتك لكي تكون المقارنة بين أنواع مماثلة من الاستثمارات.
ومؤشر أسهم تداول أو المؤشر السعودي لجميع الأسهم، أو تاسي (TASI) هو المؤشر الذي يتابع أداء السوق المالية، ويتابع جميع أسهم الشركات المدرجة من جميع القطاعات العشرين المعتمدة في السوق المالية السعودية.
متى تعيد توزان محفظتك؟
بما أنّ الاستثمارات في محفظتك قد تكسب أو تخسر، فإنَّ توزيع أصولك قد يتغير، لأنّه في حالة تجاوز نمو أحد الأصول نتيجة تحقيقها لأرباح ونموها للأصول لأخرى فإنَّ ذلك قد يؤثر سلبًا في معظم محفظتك، فعلى سبيل المثال، في حالة استثمار نسبة 60% من محفظتك في أسهم و 40% في أصول أخرى، وكان أداء الأسهم قويا جدًا خلال فترة زمنية معينة، فستجد توزيع محفظتك قد أصبح 64% في الأسهم و 36% في الأصول الأخرى مما يعرضك للمزيد من المخاطر غير المتوقعة.
وإحدى الطرق المتَّبعة لإعادة التوازن لمحفظتك أو تحقيق التوزيع الذي ترغب فيه، يتمثل في بيع بعض الأصول الأكثر نموًا, واستخدام عائداتها لشراء المزيد من الاستثمارات البطيئة النمو, بالرغم من أنّك قد تتردد في بيع أصولك العالية القيمة، فإنَّك في الواقع تبيع بسعر عالٍ وتشتري بسعر منخفض وهي استراتيجية جيدة، وبإمكانك استخدام الأموال التي رصدتها للاستثمار لشراء المزيد من الأصول البطيئة النمو حتى يعود توزيعك للاستثمارات في محفظتك إلى التوازن الذي ترغب فيه ، ويقوم بعض المستثمرون بإعادة توازن المحفظة مرة في السنة، غير أنَّك يمكن أنْ تتبع برنامجًا مختلفًا بناءً على أهدافك المالية والتغيرات التي تطرأ على حياتك أو تغير مصادر تمويلك.
الباب السابع: تفادي الأخطاء الشائعة
يمكن أنْ يكون الاستثمار أداة قوية تساعدك على تحقيق أهدافك المالية، ولكن من المهم اتخاذ قرارات سليمة؛ لأنّك معرض للكسب والخسارة، وربما تبدو بعض ممارسات الاستثمار ذكية، ولكن يمكن أنْ تكون
نتيجتها الخسارة بدلاً من الربح.
التداول بشكل متكرر
بالرغم من أنّ الاستثمارات الجديدة والواعدة قد تكون متاحة في جميع الأوقات، إلا أنَّ الشراء والبيع بشكل متكرر ليس استراتيجية جيدة، إنَّ معظم الاستثمارات الجيدة ترتفع وتهبط قيمتها خلال فترة زمنية طويلة, فإذا بعتَ بسرعة فقد تخسر الأرباح على المدى الطويل, كذلك ستخسر إذا بعتَ متسرعًا؛ لأنّ السعر قد يهبط إلى أقلِّ من المبلغ الذي دفعته لشراء السهم, ولكنه لا يلبث أن يعود لأعلى منه إذا كان اختيارك للسهم سليمًا.
الاحتفاظ بالسهم لفترة طويلة
إنَّ متابعتك لأداء محفظتك من فترة لأخرى سوف يزيد من قوة أدائها, من خلال بيع الاستثمارات ذات الأداء الضعيف, أمَّا احتفاظك بالأسهم التي تحقق خسائر أو ذات العائد المتدني, فسوف تؤدي إلى تقليص أرباحك السنوية, لذلك من الضروري متابعة محفظتك وتقييمها بشكل دوري لمعرفة أداء أصولها ومكوناتها.
البحث والتحري قبل شراء السهم
قبل أي استثمار عليك أنْ تتحرى عن الشركة وممتلكاتها ووضعها المالي، وذلك منْ خلال قراءة النشرات المالية، ومواقع الإنترنت الرسمية لمتابعة ما يجري في السوق، وعليك أيضًا التحري عن الموارد المالية للشركة ومنتجاتها وخدماتها و أنشطتها.
المعلومات والإشاعات المضللة
إنَّ شراء وبيع الاستثمارات بناءً على الإشاعات والمعلومات غير الرسمية يُعد في منتهى الخطورة؛ لأنّ أي إشاعة تنطوي على عدة مخاطر منها:
- يمكن أنْ تكون المعلومات غير صحيحة.
- يمكن أنْ يكون الغرض من الإشاعة التضليل عن قصد لحث الناس على استثمار غير رشيد.
- قد تشجع الإشاعات على الاستثمارات المخالفة للقانون والنظام.
فقبل العمل بموجب أي معلومة تأكد منها بإجراء التحريات بنفسك عن مدى صحتها واستخدم مصدر موثوق به مثل نشرة مالية معروفة واسأل نفسك ما الفائدة التي يجنيها الشخص مقابل المعلومات التي يقدمها لك؟ وهل تعرف مصدر المعلومات وتثق به؟ لذلك، عليك توخي الحذر من المعلومات التي تحصل عليها من خلال البريد الالكتروني أو الهاتف الجوال أو بعض مواقع الإنترنت غير الرسمية.
تخصيص الكثير من محفظتك لسهم واحد أو صناعة واحدة
على الرغم من أنّ سهمًا واحدًا أو صناعة واحدة قد تبدو استثمارًا ممتازًا، إلا أنّ وضع جميع أموالك في سلة واحدة ليست فكرة جيدة؛ لأنّ هناك دائمًا احتمال أن تواجه أي شركة أو قطاع مشاكل بغض النظر عن قوة هذه الشركة أو القطاع، وإذا بعت استثماراتك الأخرى لشراء استثمارات تبين لاحقًا بأنّها اختيارات سيئة، فإنَّك ستخسر كل شيء.
ومن الخطورة بمكان أخذُ حصةٍ مال من رأس مالك الذي تحتفظ به للحالات الطارئة أو استخدام أموال تحتاج إليها في الضروريات لشراء أسهم.
الاقتراض من أجل الاستثمار
عندما تجد استثمارًا تعتقد أنّه سيُدِّر عليك أموالاً كثيرة، فإنَّ ذلك قد يغريك بالاقتراض من البنك أو من قريب أو صديق عزيز لاستثمارِ أكبر قدرٍ ممكن من المال وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح.
ولكنْ إذا كان أداء استثمارك بعكس ما كنت تأمل به فإنَّك قد تخسر المبلغ المُقترض وأموالك في الوقت نفسه، لذلك من الحكمة أنْ تستثمر ما يتوفر لديك من المال وبناء رأس مالك بمرور الوقت.